البوابة
هل هذا صوماً أختاره ؟
أولاً : الصوم علي مستوي الجسد :
+ طالما صمنا والله لم يلاحظ وذللنا أرهقنا أنفسنا وهو لم ينظر . . . لإنه كان يلاحظ خطايانا وتقصيراتنا وإهمالنا الذي لم نلاحظه نحن فلم نوجَّه إليه صوما وعبادة لنتغير فيقبل الله من أيدينا هذا الصوم وهذه العبادة .
+ لقد لبسنا ثوب أمَّة تعمل براً ولم تترك شريعة إلهها ولكن . . !! لم يكن ذلك سوي ورقة تين من شجرة أبينا آدم الذي فكر أن يستر بها جسده .
+ نختفي وراء رداء من طقوس وممارسات خارجية خلت من الروح فلم تلفت الله يوما . . ونقول في تبجح علي الله : لماذا صمنا ولم تنظر . . ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ ولله يقول لنا : أين أنت ؟!. أين أنت في صومك من الصوم الذي أختاره أنا ؟!! أين أنت من عبادتك الشخصية من العبادة التي ترضيني ؟ أين أنت في محبتك من المحبة التي تفرحني ؟ . . آه يا طول أناتك يا سيدي علي أناس يصومون هكذا . . . لم يصعد منا صلاة واحدة تشق السماء إليك . . . وشكلنا يوحي بأن قد تذللنا ولكننا مثل نبات رخو علي حافة نهر غزير المياه . . ولم يكن لنا صلاح . . . يا سيدي إرحمنا وإعطنا أن نلاحظ نحن فشلنا وجهلنا وأن نبدأ بداية جديدة لنصوم صوما مقبولاً أمامك كما يرضي صلاحك .
* أخي !! : لقد دخلنا الصوم واستلمتنا الكنيسة ونحن نسلك حسب الجسد في كثير من علاقتنا ونتحصر في الأنا التي تغزيها المشاعر الآتية من الجسد وميوله وشهواته .
صوما أختاره . . . حل قيود الشر :
* دعوة للجهاد الروحي في صومنا والتخلي عن النفاق الذي نحياه .
* دعوة للتخلي عن كل عادة ردية تقيد حريتنا علي النمو وكل محبه غريبة داخل القلب وأبونا الكاهن يقول ارزقنا رحمتك واقطع عنا كل رباطات خطايانا .
صوما أختاره . . . فك عقد النير إطلاق المأسورين ( المسحوقين ) أحراراً قطع كل نير :
أن نبعد القسوة عن معاملاتنا للناس ووجود قدر من العطف والحنو .
صوما أختاره . . . أن تكسر للجائع خبزك :
فالصوم بدون أعمال الرحمة لا يمكن أن يستقيم أمام الله وأول علي ذلك مرد الصوم :
طوبي للرحماء علي المساكــين فإن الرحمة تحـل عليهم
والمسيح يرحمهم في يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم
وليس المطلوب أن تعطي للجائع خبزك " من فضلة ما عندك " بل أن تكسر معه خبزك الخاص بك فلا تعتذر بضيق ذات اليد .
صوما أختاره . . . أن تدخل المساكين إلي بيتك :
+ كما فعل أبونا إبراهيم عندما إستضاف الرب وملاكين " لا تنسوا إضافة الغرباء لإن بها أضاف أُناس ملائكة وهم لا يدرون " ( عب 13: 2 ) .
صوما أختاره . . . إذا رأيت عريانا أن تكسوه وأن لا تتغاضي عن لحمكً . . .
+ أن نتعامل مع المحتاج والعريان وكأننا نحن العرايا . . الله يريد منا أن نذوب الحواجز بيننا وبين الآخرين لكي نعيش وحدة جسد المسيح أي الكنيسة .
حينئذ . . . ينفجر مثل الصبح نورك . . .
+ عندما أصوم صوما يرضي عند الله ينفجر مثل الصبح نوري وينظر الله وتنكسر قيود الظلام ويشرق نور المسيح علي ظلمتي فيبددها .
حينئذ . . . تزهر صحتك سريعا . . .
" كل الرأس مريض وكل القلب سقيم من أسفل القدم إلي الرأس ليس فيه صحة بل جرح وإحباط وضرب ة طرية لم تعصب ولم تلين بالزيت " ( أش 1: 65 ) .
+ الكتاب المقدس يشبه الصحة والشفاء ببذرة نلقيها في تربة جهادنا ثم نتعهدها بسهر حقيقي ونرويها بدموع التذلل والإنسحاق ونرعاها بالإتضاع والبذل إلي أن تنبت البذرة صحة وعافية وفرحاً للجسد .
حينئذ . . . يسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك . . .
+ يشن الكتاب المقدس الإنسان بجيش يخرج للحرب له مقدمه وله ساقه أي مؤخرة فلما نصوم حسناً يسبقني بري الذي هو بر المسيح ويسير أمامي . . أما الخلف فيحميني مجد الرب . . . فلا أخاف شيئاً .
حينئذ . . . تدعو الرب فيجيب . . . تستغيث فيقول ها أنذا . . .
+ ما الذي يمنع من أن يستجيب لك الرب وإذا كنت قد تعلمت حسناً تري . . . هل تدعوه وهل سيستجيب ؟!!
ثانياً : صوم النفس : فلا نقول أنا أولا بل نقول أخي أولا :
صوما أختاره . . . إن نزعت من وسطك النير . . .
+ يطلب الله منا نزع النير الذي نستبقيه في وجداننا وقلبنا وضميرنا وأذهاننا التي هي ملكات النفس .
+ انزع من قلبك المريض وإرادتي المنحرفة وضميري غير المستقيم وذهني غير المستنير القسوة فهي ضياع المحبة ونعبر بها بثورات غضب تجتاح الآخرين وتتطلب جهاد . . . وهذا هو صوم النفس .
صوما أختاره . . . إن نزعت من وسطك الإيماء بالأصبع . . .
وهذا دليل الكبرياء . . النفس تضم القلب والإرادة والضمير والذهن والدعوة هنا إلي التخلي عن الكبرياء ونزع أصوله من أعماق القلب فتموت مظاهر ه وثماره الرديئة المدمرة .
صوما أختاره . . . إن نزعت من وسطك كلام الإثم . . .
+ كلام الإثم دليل فساد القلب " فإن من فضلة القلب يتكلم الفم . . . والإنسان الشرير من كنزه الشرير يخرج الشرور " ( مت 12: 34 ــ 35 ) .
+ القلب مركز الحياة والقاعدة التي تخرج منها كل تصرفات الإنسان وعواطفه ومعاملاته .
+سليمان الحكيم يقول " فوق كل تحفظ إحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة " ( أم 4 : 23 ) .
+ أما مخارج الحياة فهي كلماتك التي بها تتبرر وبها أيضا تدان " إنزع عنك كل إلتواء الفم وإبعد عنك كل إنحراف الشفتين " ( أم 4 : 24 ).
+ " تقلدوا الكبرياء . لبسوا كثوب ظلمهم . جحظت عيونهم من الشحم . جازوا تصورات القلب يستهزئون ويتكلمون بالشر ظلما . من العلاء يتكلمون جعلوا أفواههم في السماء وألسنتهم تتمشي علي الأرض " ( مز 73 : 6 ــ 9 ) .
كلام الإثم :
* أقوال الفساد وتعبير الشهوات والملذات الجسدية التي طفح بها القلب الفاسد .
* أقوال الظلم والإتهامات الباطلة وتجريح الآخرين والإحتقار والإستهزاء بهم .
* الإفتخار الباطل وتمجيد الذات .
صوما أختاره . . . إن أنفقت نفسك للجائع . . .
+ أنفاق النفس أي بذل النفس من أجل الآخرين وهي من أعمال المحبة أي أن الرحمة بدون محبة لا معني لها .
+( أنفقت ) أن تذوب النفس في محبة خدمة الآخرين وتستنفذ طاقاتك لراحتهم . . .
صوما أختاره . . . إن أشبعت النفس الذليلة . . .
+ جائع النفس هو الذليل الذي يحتاج ويلتمس كلمة تعزية ورجاء تشبعه وترفعه من يأسه وإفتقاده للسلام " ليس حبا أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " ( يو 15 : 13 )
حينئذ . . . يشرق في الظلمات نورك . . .
+ إتساع دائرة الضوء لكي يعم النور والدفئ والحرارة لأن ظلمة النفس أعمق وأشد من ظلمة الجسد .
حينئذ . . . يكون ظلامك الدامس مثل الظهر . . .
+ " لكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها " ( ملا 4 : 2 ) .
حينئذ . . . يقودك الرب علي الدوام . . .
+ " الرب إلهي ينير ظلمتي " ( مز 18 : 28 ) .
+ " إن جلست في الظلمة فالرب نوري " (مز 7 : 8 ) .
حينئذ . . . يشبع في الجدوب نفسك . . .
عندما تنفق لتشبع النفس الذليلة فأنت تحنن قلب الله عليك فيشبع في الجدوب نفسك .
حينئذ . . . ينشط لك عظامك . . .
+ الله يقوي النفس . . فكم من تعابي النفوس لا يقوون علي الحركة لإن إنحطاط معنويات النفس يهبط بطاقة الإنسان فلا يقوي علي الصمود والمواجهات . . . فترتوي وتشبع فتفيض .
حينئذ . . . تصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه . . .
+ " أختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم " (نش 4 : 12 ) .
+ " حبيبي نزل إلي جنته ( قلبي ) إلي خمائل الطيب ليرعي في الجنات ويجمع في السوسن " ( نش 6 : 2 ) .
مثلما كانت جنة عدن يرويها النهر ذو الأربع رؤوس ( فيشون ــ جيحون ــ حدَّاقل ــ الفرات ) هكذا جنة القلب يرويها ينبوع المياه الحية الذي هو حلول الروح القدس فينا .
+ " من آمن بي تجري من بطنه أنهار ماء حي قال هذا عن الروح القدس " ( يو 7 : 38 ــ 39 ) .
من خلال الأسرار الكنسية ووسائط النعمة " نهر سواقيه تفرح مدينة الله " ( مز 46 : 4 ) .
+ النهر هو الروح القدس والسواقي هي الأسرار ووسائط النعمة . . . فترتوي جنة النفس .
حينئذ . . . منك تبني الخرب القديمة تقيم أساسات دور فدور . . .
عندما تأخذ بركة الصوم يعطيك الرب أن تبني هذه النفوس وتعمر قلوبها فتصير أهلا للسكني تلك النفوس التي تهدمت أسوارها فلم تعد تقوي علي مواجهة الحياة ولم تفقد كونها نفوسا عزيزة لدي الرب فيرسل لها من يقيم حوائطها ويشيد أسوارها وتكون البركة لك ولنسلك وبيتك من جيل إلي جيل وتكون قناة صالحة نافذة لتفيض منها مياه بركة جارية إلي الآخرين .
حينئذ . . . يسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكني . . .
+ " شعب الأرض ظلموا ظلما وغضبوا غضباً واضطهدوا الفقير والمسكين وظلموا الغريب بغير الحق وطلبت منهم رجلا يبني جداراً ويقف في الثغر أمامي عن الأرض لكي لا أخربها فلم أجد " ( خر 22 : 29 ــ 30 ) .
+ الرب يسوع هو ذلك الذي إستطاع أن يقف في الجدار وسد الثغرة ومنع طوفان غضب الله بسبب خطايانا .
+ السيد المسيح هو مرمم الثغرة الوحيد وباقي الجدار . . لكن في محبته أعطاني بركة أن يستخدمني لخدمة الآخرين " لنا هذا الكنز في أواني خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا " ( كو2 4 : 7 ) .
ثالثا : صوم الروح :
صوما أختاره . . . إن رددت عن السبت رجلك . . .
+ إن الله لم يقصد من شريعة السبت الإمتناع عن الأعمال وإنما إختبار لمدي طاعة الله وتقدير لمقدساته لأجل ذلك أعد لنا السماء لنعبده بلا مشغولية أراد أن يدربنا هنا علي الأرض علي التفرغ له نكرس له اليوم تماماً حتي متي نجحنا في القليل نسعد بالأبدية أما من لايقدر أن يحتمل أن يسكن هادئاً في يوم واحد فكيف سيمكنه أن يتراءى أمام الرب في وسط الملائكة بلا ملل .
صوما أختاره . . . إن رددت رجلك عن عمل مسرتك يوم قدسي . . .
+ إن كنت أتمم مسرته في يوم الرب فسوف يهبني لذة ومسرة كل أيام حياتي لأن هباته بلا قياس .
صوما أختاره . . . إن دعوت السبت لذة . . .
+ محور إهتمامي هو الإنفراد بالرب والتلذذ بالحضور الإلهي في القداسات وفي القراءات اليومية والخلوة الروحية .
صوما أختاره . . . إن دعوت مقدسا للرب مكرماً وأكرمته عن عمل طرقك . . .
+" كثرة الكلام لا تخلو من معصية أما الضابط شفتيه فعاقل لسان الصديق فضة مختارة " ( أم 10 : 19 ــ 20) .
+ " إن كان أحد فيكم يظن إنه ديَّن وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة " ( يع 1 : 26 ) .
حينئذ . . . تتلذذ بالرب . . .
+ " حلقه حلاوة وكله مشتهيات " ( نش 5: ــ 16 ) .
+ " مشرقة مثل الصباح جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية " ( نش 6 : 10 ) .
حينئذ . . . أركبك علي مرتفعات الأرض . . .
وهذه تعني الهيبة والسيادة .
+ " يطرد الرب جميع هؤلاء الشعوب من أمامك فترثون شعوباً أكبر منكم . كل مكان تدوس أقدامك يكون لكم . . . لا يقف إنسان في وجهكم الرب إلهكم يجعل خشيتكم ورعبتكم علي كل الأرض التي تدوسونها " ( تث 11 : 23 ــ 25 ) .
حينئذ . . . أطعمك ميراث يعقوب أبيك . . .
ميراث يعقوب هو البركة . . .
+ " فأكل يعقوب ثمار الصحراء وأرضعه عسلا من حجراً وزيتاً من صوان الصخر وزبدة بقر ولبن غنم مع شحم خراف وكباش أولاد باشان وتيوس مع دسم لب الحنطة ودم العنب شربته خمراً " ( تث 32 : 13 ــ 14 ) .
+ " ليعطيك الرب من ندي السماء ( حبات سماوية ) ومن دسم الأرض ( خصوبة الأرض ــ النفس ) وكثرة الحنطة ( شبع دائم ) وخمر ( فرح دائم ) " ( تك 27 : 28 ) .
* يعطي الرب البركة للإنسان ويعضده بهبات خاصة معطياً هيبة وكرامة وسيادة مقابل مضايقيه .
" لأن فم الرب تكلم "
أولاً : الصوم علي مستوي الجسد :
+ طالما صمنا والله لم يلاحظ وذللنا أرهقنا أنفسنا وهو لم ينظر . . . لإنه كان يلاحظ خطايانا وتقصيراتنا وإهمالنا الذي لم نلاحظه نحن فلم نوجَّه إليه صوما وعبادة لنتغير فيقبل الله من أيدينا هذا الصوم وهذه العبادة .
+ لقد لبسنا ثوب أمَّة تعمل براً ولم تترك شريعة إلهها ولكن . . !! لم يكن ذلك سوي ورقة تين من شجرة أبينا آدم الذي فكر أن يستر بها جسده .
+ نختفي وراء رداء من طقوس وممارسات خارجية خلت من الروح فلم تلفت الله يوما . . ونقول في تبجح علي الله : لماذا صمنا ولم تنظر . . ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ ولله يقول لنا : أين أنت ؟!. أين أنت في صومك من الصوم الذي أختاره أنا ؟!! أين أنت من عبادتك الشخصية من العبادة التي ترضيني ؟ أين أنت في محبتك من المحبة التي تفرحني ؟ . . آه يا طول أناتك يا سيدي علي أناس يصومون هكذا . . . لم يصعد منا صلاة واحدة تشق السماء إليك . . . وشكلنا يوحي بأن قد تذللنا ولكننا مثل نبات رخو علي حافة نهر غزير المياه . . ولم يكن لنا صلاح . . . يا سيدي إرحمنا وإعطنا أن نلاحظ نحن فشلنا وجهلنا وأن نبدأ بداية جديدة لنصوم صوما مقبولاً أمامك كما يرضي صلاحك .
* أخي !! : لقد دخلنا الصوم واستلمتنا الكنيسة ونحن نسلك حسب الجسد في كثير من علاقتنا ونتحصر في الأنا التي تغزيها المشاعر الآتية من الجسد وميوله وشهواته .
صوما أختاره . . . حل قيود الشر :
* دعوة للجهاد الروحي في صومنا والتخلي عن النفاق الذي نحياه .
* دعوة للتخلي عن كل عادة ردية تقيد حريتنا علي النمو وكل محبه غريبة داخل القلب وأبونا الكاهن يقول ارزقنا رحمتك واقطع عنا كل رباطات خطايانا .
صوما أختاره . . . فك عقد النير إطلاق المأسورين ( المسحوقين ) أحراراً قطع كل نير :
أن نبعد القسوة عن معاملاتنا للناس ووجود قدر من العطف والحنو .
صوما أختاره . . . أن تكسر للجائع خبزك :
فالصوم بدون أعمال الرحمة لا يمكن أن يستقيم أمام الله وأول علي ذلك مرد الصوم :
طوبي للرحماء علي المساكــين فإن الرحمة تحـل عليهم
والمسيح يرحمهم في يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم
وليس المطلوب أن تعطي للجائع خبزك " من فضلة ما عندك " بل أن تكسر معه خبزك الخاص بك فلا تعتذر بضيق ذات اليد .
صوما أختاره . . . أن تدخل المساكين إلي بيتك :
+ كما فعل أبونا إبراهيم عندما إستضاف الرب وملاكين " لا تنسوا إضافة الغرباء لإن بها أضاف أُناس ملائكة وهم لا يدرون " ( عب 13: 2 ) .
صوما أختاره . . . إذا رأيت عريانا أن تكسوه وأن لا تتغاضي عن لحمكً . . .
+ أن نتعامل مع المحتاج والعريان وكأننا نحن العرايا . . الله يريد منا أن نذوب الحواجز بيننا وبين الآخرين لكي نعيش وحدة جسد المسيح أي الكنيسة .
حينئذ . . . ينفجر مثل الصبح نورك . . .
+ عندما أصوم صوما يرضي عند الله ينفجر مثل الصبح نوري وينظر الله وتنكسر قيود الظلام ويشرق نور المسيح علي ظلمتي فيبددها .
حينئذ . . . تزهر صحتك سريعا . . .
" كل الرأس مريض وكل القلب سقيم من أسفل القدم إلي الرأس ليس فيه صحة بل جرح وإحباط وضرب ة طرية لم تعصب ولم تلين بالزيت " ( أش 1: 65 ) .
+ الكتاب المقدس يشبه الصحة والشفاء ببذرة نلقيها في تربة جهادنا ثم نتعهدها بسهر حقيقي ونرويها بدموع التذلل والإنسحاق ونرعاها بالإتضاع والبذل إلي أن تنبت البذرة صحة وعافية وفرحاً للجسد .
حينئذ . . . يسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك . . .
+ يشن الكتاب المقدس الإنسان بجيش يخرج للحرب له مقدمه وله ساقه أي مؤخرة فلما نصوم حسناً يسبقني بري الذي هو بر المسيح ويسير أمامي . . أما الخلف فيحميني مجد الرب . . . فلا أخاف شيئاً .
حينئذ . . . تدعو الرب فيجيب . . . تستغيث فيقول ها أنذا . . .
+ ما الذي يمنع من أن يستجيب لك الرب وإذا كنت قد تعلمت حسناً تري . . . هل تدعوه وهل سيستجيب ؟!!
ثانياً : صوم النفس : فلا نقول أنا أولا بل نقول أخي أولا :
صوما أختاره . . . إن نزعت من وسطك النير . . .
+ يطلب الله منا نزع النير الذي نستبقيه في وجداننا وقلبنا وضميرنا وأذهاننا التي هي ملكات النفس .
+ انزع من قلبك المريض وإرادتي المنحرفة وضميري غير المستقيم وذهني غير المستنير القسوة فهي ضياع المحبة ونعبر بها بثورات غضب تجتاح الآخرين وتتطلب جهاد . . . وهذا هو صوم النفس .
صوما أختاره . . . إن نزعت من وسطك الإيماء بالأصبع . . .
وهذا دليل الكبرياء . . النفس تضم القلب والإرادة والضمير والذهن والدعوة هنا إلي التخلي عن الكبرياء ونزع أصوله من أعماق القلب فتموت مظاهر ه وثماره الرديئة المدمرة .
صوما أختاره . . . إن نزعت من وسطك كلام الإثم . . .
+ كلام الإثم دليل فساد القلب " فإن من فضلة القلب يتكلم الفم . . . والإنسان الشرير من كنزه الشرير يخرج الشرور " ( مت 12: 34 ــ 35 ) .
+ القلب مركز الحياة والقاعدة التي تخرج منها كل تصرفات الإنسان وعواطفه ومعاملاته .
+سليمان الحكيم يقول " فوق كل تحفظ إحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة " ( أم 4 : 23 ) .
+ أما مخارج الحياة فهي كلماتك التي بها تتبرر وبها أيضا تدان " إنزع عنك كل إلتواء الفم وإبعد عنك كل إنحراف الشفتين " ( أم 4 : 24 ).
+ " تقلدوا الكبرياء . لبسوا كثوب ظلمهم . جحظت عيونهم من الشحم . جازوا تصورات القلب يستهزئون ويتكلمون بالشر ظلما . من العلاء يتكلمون جعلوا أفواههم في السماء وألسنتهم تتمشي علي الأرض " ( مز 73 : 6 ــ 9 ) .
كلام الإثم :
* أقوال الفساد وتعبير الشهوات والملذات الجسدية التي طفح بها القلب الفاسد .
* أقوال الظلم والإتهامات الباطلة وتجريح الآخرين والإحتقار والإستهزاء بهم .
* الإفتخار الباطل وتمجيد الذات .
صوما أختاره . . . إن أنفقت نفسك للجائع . . .
+ أنفاق النفس أي بذل النفس من أجل الآخرين وهي من أعمال المحبة أي أن الرحمة بدون محبة لا معني لها .
+( أنفقت ) أن تذوب النفس في محبة خدمة الآخرين وتستنفذ طاقاتك لراحتهم . . .
صوما أختاره . . . إن أشبعت النفس الذليلة . . .
+ جائع النفس هو الذليل الذي يحتاج ويلتمس كلمة تعزية ورجاء تشبعه وترفعه من يأسه وإفتقاده للسلام " ليس حبا أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " ( يو 15 : 13 )
حينئذ . . . يشرق في الظلمات نورك . . .
+ إتساع دائرة الضوء لكي يعم النور والدفئ والحرارة لأن ظلمة النفس أعمق وأشد من ظلمة الجسد .
حينئذ . . . يكون ظلامك الدامس مثل الظهر . . .
+ " لكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها " ( ملا 4 : 2 ) .
حينئذ . . . يقودك الرب علي الدوام . . .
+ " الرب إلهي ينير ظلمتي " ( مز 18 : 28 ) .
+ " إن جلست في الظلمة فالرب نوري " (مز 7 : 8 ) .
حينئذ . . . يشبع في الجدوب نفسك . . .
عندما تنفق لتشبع النفس الذليلة فأنت تحنن قلب الله عليك فيشبع في الجدوب نفسك .
حينئذ . . . ينشط لك عظامك . . .
+ الله يقوي النفس . . فكم من تعابي النفوس لا يقوون علي الحركة لإن إنحطاط معنويات النفس يهبط بطاقة الإنسان فلا يقوي علي الصمود والمواجهات . . . فترتوي وتشبع فتفيض .
حينئذ . . . تصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه . . .
+ " أختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم " (نش 4 : 12 ) .
+ " حبيبي نزل إلي جنته ( قلبي ) إلي خمائل الطيب ليرعي في الجنات ويجمع في السوسن " ( نش 6 : 2 ) .
مثلما كانت جنة عدن يرويها النهر ذو الأربع رؤوس ( فيشون ــ جيحون ــ حدَّاقل ــ الفرات ) هكذا جنة القلب يرويها ينبوع المياه الحية الذي هو حلول الروح القدس فينا .
+ " من آمن بي تجري من بطنه أنهار ماء حي قال هذا عن الروح القدس " ( يو 7 : 38 ــ 39 ) .
من خلال الأسرار الكنسية ووسائط النعمة " نهر سواقيه تفرح مدينة الله " ( مز 46 : 4 ) .
+ النهر هو الروح القدس والسواقي هي الأسرار ووسائط النعمة . . . فترتوي جنة النفس .
حينئذ . . . منك تبني الخرب القديمة تقيم أساسات دور فدور . . .
عندما تأخذ بركة الصوم يعطيك الرب أن تبني هذه النفوس وتعمر قلوبها فتصير أهلا للسكني تلك النفوس التي تهدمت أسوارها فلم تعد تقوي علي مواجهة الحياة ولم تفقد كونها نفوسا عزيزة لدي الرب فيرسل لها من يقيم حوائطها ويشيد أسوارها وتكون البركة لك ولنسلك وبيتك من جيل إلي جيل وتكون قناة صالحة نافذة لتفيض منها مياه بركة جارية إلي الآخرين .
حينئذ . . . يسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكني . . .
+ " شعب الأرض ظلموا ظلما وغضبوا غضباً واضطهدوا الفقير والمسكين وظلموا الغريب بغير الحق وطلبت منهم رجلا يبني جداراً ويقف في الثغر أمامي عن الأرض لكي لا أخربها فلم أجد " ( خر 22 : 29 ــ 30 ) .
+ الرب يسوع هو ذلك الذي إستطاع أن يقف في الجدار وسد الثغرة ومنع طوفان غضب الله بسبب خطايانا .
+ السيد المسيح هو مرمم الثغرة الوحيد وباقي الجدار . . لكن في محبته أعطاني بركة أن يستخدمني لخدمة الآخرين " لنا هذا الكنز في أواني خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا " ( كو2 4 : 7 ) .
ثالثا : صوم الروح :
صوما أختاره . . . إن رددت عن السبت رجلك . . .
+ إن الله لم يقصد من شريعة السبت الإمتناع عن الأعمال وإنما إختبار لمدي طاعة الله وتقدير لمقدساته لأجل ذلك أعد لنا السماء لنعبده بلا مشغولية أراد أن يدربنا هنا علي الأرض علي التفرغ له نكرس له اليوم تماماً حتي متي نجحنا في القليل نسعد بالأبدية أما من لايقدر أن يحتمل أن يسكن هادئاً في يوم واحد فكيف سيمكنه أن يتراءى أمام الرب في وسط الملائكة بلا ملل .
صوما أختاره . . . إن رددت رجلك عن عمل مسرتك يوم قدسي . . .
+ إن كنت أتمم مسرته في يوم الرب فسوف يهبني لذة ومسرة كل أيام حياتي لأن هباته بلا قياس .
صوما أختاره . . . إن دعوت السبت لذة . . .
+ محور إهتمامي هو الإنفراد بالرب والتلذذ بالحضور الإلهي في القداسات وفي القراءات اليومية والخلوة الروحية .
صوما أختاره . . . إن دعوت مقدسا للرب مكرماً وأكرمته عن عمل طرقك . . .
+" كثرة الكلام لا تخلو من معصية أما الضابط شفتيه فعاقل لسان الصديق فضة مختارة " ( أم 10 : 19 ــ 20) .
+ " إن كان أحد فيكم يظن إنه ديَّن وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة " ( يع 1 : 26 ) .
حينئذ . . . تتلذذ بالرب . . .
+ " حلقه حلاوة وكله مشتهيات " ( نش 5: ــ 16 ) .
+ " مشرقة مثل الصباح جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية " ( نش 6 : 10 ) .
حينئذ . . . أركبك علي مرتفعات الأرض . . .
وهذه تعني الهيبة والسيادة .
+ " يطرد الرب جميع هؤلاء الشعوب من أمامك فترثون شعوباً أكبر منكم . كل مكان تدوس أقدامك يكون لكم . . . لا يقف إنسان في وجهكم الرب إلهكم يجعل خشيتكم ورعبتكم علي كل الأرض التي تدوسونها " ( تث 11 : 23 ــ 25 ) .
حينئذ . . . أطعمك ميراث يعقوب أبيك . . .
ميراث يعقوب هو البركة . . .
+ " فأكل يعقوب ثمار الصحراء وأرضعه عسلا من حجراً وزيتاً من صوان الصخر وزبدة بقر ولبن غنم مع شحم خراف وكباش أولاد باشان وتيوس مع دسم لب الحنطة ودم العنب شربته خمراً " ( تث 32 : 13 ــ 14 ) .
+ " ليعطيك الرب من ندي السماء ( حبات سماوية ) ومن دسم الأرض ( خصوبة الأرض ــ النفس ) وكثرة الحنطة ( شبع دائم ) وخمر ( فرح دائم ) " ( تك 27 : 28 ) .
* يعطي الرب البركة للإنسان ويعضده بهبات خاصة معطياً هيبة وكرامة وسيادة مقابل مضايقيه .
" لأن فم الرب تكلم "